هل صادفت يوماً رجلاً ينظر إلى الحياة من ثقب إبرة؟ إذا كان جوابك؟ نعم، وأنا أيضاً قابلت رجلاً من قرابتي وصل به الحال من الهم والغم والدين حد الإنتحار، وأصبح ينظر إلى الحياة من ثقب إبرة مما أصابه من مشكلات في نظره هي كبيرة ولم يعرف يديرها بعقلانية وحكمة، فذكرته بالله عزوجل ثم بالنعم التي تحوم حوله من كل جانب كزوجة وأولاد وبيتاً يسكنه وصحة وعافية، فتنبه واسترجع وكأنه كان في غفلة عن هذه النعم التي يملكها، ولا يملكها غيره من ملايين البشر..
لا أزعم أن الدنيا خالية من المقلقات والمكدرات والمنغصات التي لا يكاد يخلو منها إنسان، ولا يكاد يوجد أحد إلا وعنده من الهم والغم ما قد يقلق حياته ويكدر صفوه ويعيق سيره، وهذا ما قاله الله تعالى: ﴿لقد خلقنا الإنسان في كبد﴾.
ومع ذلك كله فإن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل الصالح، والكلمة الحسنة، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال، لأن التشاؤم وسوء ظن بالله تعالى لا يقدم ولا يؤخر لك شيء في حياتك..
رسالتي فقط إلى المتفائلين والآملين والطموحين والفرحيين والمبسوطين والبشوشين والمطمئنين والآمنين والهادئين والمتحابين والسعيدين؛-
ابتعدوا عن المتشائمين المتثاقلين الناقمين، أصحاب النظارات السوداء، وكونوا متفائلين بأن الدنيا ما زال فيها الخير موجود حتى قيام الساعة، وتذكروا معي هذا البيت: "كن جميلاً نرى الوجود جميلاً".
*ترويقة:*
التفاؤل؛ يشرح النفوس ويسر القلوب، ومن أسباب سعادة الإنسان وزوال ألهم عنه، وجلب الصحة النفسية والبدنية!!
عليه أن يدعو ويحث على روح العمل، ويفتح آفاق الجد والبذل لإدراك وتحقيق المقاصد وبلوغ الغايات، فالفأل والأمل لسلم العمل، ودواء العجز والكسل، وبه ينفك الإنسان من رهن الماضي وإخفاقاته وعثراته، وطأة الحاضر وتحدياته ومشاقة وشدائده.
*ومضة:*
في كل مشكلة أنظر بشكل إيجابي للنعم التي تحوم حولك، وراجع نفسك وبرمج عقلك بأن الحياة جميلة والمستقبل أجمل، إن أردت أن يكون جميلاً، وأعمل بقاعدة؛ "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً".
.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*