أحمد العتيبي 

المؤسس الشيخ حسن الزهراني صنع كياناً تجارياً عملاقاً وسلم الراية لأبنائه

د. أحمد الزهراني: الملك سلمان بجيل الشباب يقود الوطن لمستقبل مرموق بين الأمم

الرياض – فوزية الصويان

مجموعة الزهراني للتجارة من بين الكيانات التجارية العريقة في الخليج والوطن العربي، والتي جاءت أولى خطواتها قبل ثمانون عاماً، حين أعلن مؤسسها وقائد مسيرتها الشيخ حسن بن محمد الزهراني، ألبسه الله ثوب الصحة والعافية، انطلاقته في ميدان التجارة بتجارة المواد الغذائية، قبل أن تتوسع أعماله وتجارته حتى أضحت مجموعة شركات تعمل في عدد من القطاعات المهمة، ووفق خطوات جريئة وقوية جاءت على مراحل تمثل كل واحدة منها نقلة نوعية في عمر المجموعة، وكان كل ذلك يتم تحت نظرة وتماشياً مع سياسته وخططه الحكيمة والمليئة بالتحدي والمنافسة بقوة، إلى جانب الريادة والابتكار والتنوع.

ويحسب للشيخ حسن، أنه أول من أدخل الأسماك بمدينة الرياض بريادته وذكائه وصبره وتجلده بعد توفيق الله له. وقد رسم الشيخ حسن، من خلال خط جديد في مجال تجارة المواد الغذائية والأسماك والطرق والمباني والاستثمار العقاري رؤية مستقبلية هدفها إثراء مفهوم التجارة المتكامل لدى جميع العملاء.

ويقول الشيخ حسن: منذ بدء تأسيس مجموعة الزهراني في عام 1359هـ استطاعت المجموعة إيجاد قيم ومفاهيم في مجـال إدارة الأعمال، واتخذت على مر العقد المنصرم الكثير من الخطوات الجريئة، واستثمرت في العديد من مجالات الأعمال. ويضيف: “إن التفكير العصري والإبداع والابتكار هي من أهم الأسس التي بنيت عليها المجموعة، وذلك منذ بداية نمـو وازدهار القطاع التجاري والصناعي بالمملكة العربية السعودية، وإن مجموعة الزهراني تتقدم خطوة بخطوة لتصبح إحدى أكثر الشركات قيمة في المملكة العـربية السعودية، كما حددت في رؤيتها لعام 2009م، وإن المبدأ الأساسي الذي يحكم أعمال المجموعة هي (القوة من خلال التنوع) بعـد توفيق الله، وهو القـاسم المشترك الذي يُمكّننا من الالتزام بشكل ثابت بوعدنا لعملائنا وشركائنا وموظفينا، وكشركة عائلية تملك استثمارات متنوعة، فإن قوتنا هي نتيجة للمدى دائم الاتساع لنشاطاتنا الصناعية والتجارية التي نديرها من خلال أكثر من كذا صرح صناعي وتجاري وفي مجال المقاولات، والمدعومة بخبرة مالية وإدارية وتشغيلية طويلة المدى”.

وزاد قائلاً: “لقد سعينا على مر السنوات أن نتخذ خطواتٍ جريئة نحو توسع غير مسبوق، واليوم نرى بوضوح ثمار جهودنا المضنية، إذ تحولنا من شركة صغيـرة إلى شركة كبيرة مختصة بالعديد من المجالات التجارية والصناعية والمقاولات والاستثمارات العقارية والخدمات المتخصصة لتصبح بذلك المجموعة مثالاً يحتذى به بين نظرائها من شركات الاستثمار في المملكة العربية السعودية”.

الشيخ حسن، سلم الراية لأبنائه، الذين تعلموا ودرسوا في مدرسته الواسعة الأفق والتي تتسم بالجدية والصراحة وحسن التعامل مع الناس وبذل الخير في كل زمان ومكان، كما أنهم أخذوا منه البحث عن الريادة والمثابرة للوصول إلى أفضل درجات النجاح، خصوصاً أن الأبناء كانوا كما أبيهم وحرصوا على أن لا يتوقفون عند حدود معينة بل يرفقون الإنجاز بإنجاز آخر ليس في العمل وحسب بل وفي تعليمهم وتطوير قدرتهم وتجييش خبرتهم حتى باتت قوة يواجهون بها متغيرات الحياة وتطورها وتغيرها.

د. أحمد بن حسن الزهراني

ولعل في طليعة الأبناء سعادة الدكتور أحمد بن حسن بن محمد الزهراني، نائب رئيس مجلس الإدارة مدير عام مجموعة الزهراني للتجارة، المولود في الأول من رجب لسنة 1385 هـ، وهو واحد من القيادات الإدارية والتنفيذية المهمة في المملكة، وصاحب سجل حافل في تطوير الأعمال والتخطيط والإدارة النوعية التي على إثرها سجل عدد من النجاحات خلال الأعمال التي أوكلت إليه سابقاً، إضافة إلى جهوده التي جاءت استمراراً لجهود والده في قيادة مجموعة الزهراني للتجارة لمزيد من التقدم والتطور، كما أنه أيضاً اكتسب ذات العطاء والقدرة والإصرار والعمل بجد من والده الشيخ حسن بن محمد الزهراني، الهامة والقامة المعروفة في أعمال التجارة والاقتصاد والخير والإحسان.

الدكتور أحمد، الحاصل على الدكتوراه في إدارة الكوارث والأزمات، من الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب الماجستير والتي كانت عن “انضمام المملكة العربية السعودية لمنظمة التجارة العالمية”، وكذلك البكالوريوس في إدارة الأعمال، فضلاً عن الدبلوم العالي في إدارة الأعمال، ومثله في إدارة الموارد البشرية. شغل العديد من المناصب، فقد كان مديراً لمصنع تمور المملكة بالرياض، ورئيس شعبة التخطيط الإستراتيجي بإدارة التخطيط الإستراتيجي بالإتصالات السعودية بالرياض، ومدير الشركة الاستثمارية العقارية بالرياض، ومديراً عاماً لمجموعة أربع شركات في العبقرية القابضة، إضافة إلى تسلمه جزءاً من إدارات شركة والده قبل أن يتفرغ لها منذ سنوات ويقودها لتحقيق نجاحات باهرة. وهو من جيل الشباب ويمثل أيقونة فاعلة ومؤثرة سواء في محيطه أو في أوساط المال والأعمال، وقصة ريادية تستحق أن تروى، كما أنه شخصية مألوفة ومتواضعة وصاحب حضور اجتماعي وإعلامي مؤثر فضلاً عن تأثيره الاقتصادي ودوره الهام في تعزيز وتمكين مجموعة الزهراني من تسجيل فرص نجاح وتطور في أكثر من موقع.

كما شغل عدد من العضويات ومنها: عضو الجمعية السعودية للإدارة بالغرفة التجارية في الرياض، وعضوية اللجنة السمكية في ذات الغرفة، كما حصل على دورة في إدارة المشاريع (p.m.p) وأخرى في إدارة الجودة الشاملة (T.Q.M) ودورة التخطيط الإستراتيجي (strategic planning)، ودورة في الإبداع.

وقد أرجع الدكتور أحمد، في حديثه لمجلة “سيرة ومسيرة” اختياره موضوع إدارة الأزمات والكوارث للحصول على درجة الدكتوراه، إلى كونه تخصص نادر في دراسته، إلى جانب أن مجاله حيوي خاصة وأن العالم يتطور ويهتم كثيراً بإدارة الأزمات والكوارث بأسلوب علمي.

وقال: ما يميز دراستي في هذا المجال أنني توسعت في موضوعة وليس في جزئية محددة، وقد استفدت من مشواري الدراسي والتخصص في حياتي العلمية مع والدي بمؤسساتنا، والأزمة ليست كما يفهم أن تكون كارثية وإنما فكر وعلم إدارة الأزمات يتعلق بأي مفهوم ومستوى للأزمات والتي يحرص الإداري الحصيف على التنبؤ بها مبكراً والتعامل مع أسبابها قبل حدوثها وتعقيدها، وذلك وفق مفهوم الوقاية وكما نقول هي خير من العلاج.

التنمية في المملكة تسير بخطوات ناجحة

وأضاف: “علم إدارة الأزمات علم حيوي وإداراتها لا مجال فيها للعشوائية وإنما بقراءة دقيقة لسير العمل وتطوراته وفق نظرية الإنذار المبكر بأي ثغرات أو مقدمات للأزمة أما الكارثة فهي مرحلة لاحقه وناجمة عن الأزمة، ومن شأن الإدارة السليمة للأزمات أن يمنع حدوث الكارثة في أي مجال. على سبيل المثال إذا تحدثنا عن تأسيس مؤسسة أو شركة فلابد أن تتجنب عوامل الأزمة المحتملة بأن تدرس اقتصاديات المشروع وعوامل قوته ودراسة السوق وأن ترصد نقاط القوة ونقاط الضعف في نشاطك وتأخذ بأسباب تطويره ومن شأن الأخذ بمفهوم إدارة الأزمات تجنب الخسائر وتعزيز قيمة الوقت والمال والدخل والنجاح في الأنشطة الحديثة تقوم على علوم الإدارة ومن أهمها إدارة الأزمات، ومن شأن إهمال هذا الجانب تعريض صاحب العمل أو أي جهة لمخاطر الخسارة والتعثر”.

وشدد الدكتور الزهراني، على أن التنمية في المملكة تسير بخطوات ناجحة مؤكداً أن اقتصاد المملكة هو جزء من الاقتصاد العالمي، وبالتالي يتأثر بمحيطة، وقال: كما نرى منطقتنا العربية تشهد متغيرات وتحديات خطيرة أثرت على الأوضاع الاقتصادية والأمنية في العديد من الدول، ولذلك لا بد من تعزيز التعاون الاقتصادي بمختلف مجالاته بين الدول العربية، ومن المهم بالنسبة للمملكة الدائرة الخليجية لما تمثله من عناصر قوة مجتمعة من خلال المجلس خاصة وأن الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي تجمعهم قواسم مشتركة على كافة الأصعدة ورأينا كيف تتفاوض المنظومة الخليجية مع تكتلات عالمية كبرى كالاتحاد الأوروبي وقوى عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وغيرها، وهذا مهم في مسيرة المجلس واقتصاديات الدول الأعضاء.

وزاد قائلاً: “الأمر الآخر إن اقتصاد دول الخليج والذي يعتمد بنسبة كبيرة على مداخيل البترول يتسم بالحساسية تجاه أية قلاقل أو أوضاع إقليمية غير مستقرة كالتي نشهدها اليوم في المنطقة، لذلك استقرار دول المجلس وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية يمثل مؤشر استقرار دقيق للاقتصاد العالمي، إن كان في استقرار السوق البترولية أو الاستقرار السياسي والاجتماعي بدول المجلس، ونحن نريد اقتصاداً متعافياً ونشط قادر على تحقيق احتياجات التنمية وهذا لا يتحقق إلا في ظل استقرار إقليمي، والحمد لله مملكتنا الغالية نجدها تعيش أمناً واستقراراً بفضل الله ثم بحكمة القيادة وتكاتف وتلاحم شعبنا الأبي الوفي الواعي لكل ما يحيط به”.

وأشار الدكتور أحمد الزهراني، إلى أن الشباب هم القيمة الأهم والثروة الحقيقية للأوطان، وفي المملكة تولي القيادة الحكيمة رعاية متزايدة للتنمية البشرية باعتبارها عماد التنمية الشاملة وذلك من خلال التعليم والتدريب والتوظيف، ونحتاج إلى المزيد والمزيد من الجهود والخطط لاستثمار هذه الثروة البشرية الواعدة، وضرورة التوجيه الصحيح من خلال التخطيط لمستقبل التنمية البشرية والاستفادة منها في بناء الوطن وتطوره.

وحول دور الشباب، قال: على الشباب بكل تخصصاتهم السعي والاجتهاد في العلم والعمل وبناء الخبرة الذاتية، فحتى الآن أرى أمتنا العربية لم تستثمر بعد استثماراً حقيقياً في التنمية البشرية كالدول المتقدمة التي تبني تطورها الهائل بالعقول العلمية والتخطيط السليم والتأهيل، كما أن التقدم في حد ذاته يخلق فرص عمل جديدة وفي نفس الوقت يلبي التعليم حاجة سوق العمل المتسارع في النمو والابتكار والانتاج، وحقيقة أشهر بالأسف والأسى على بعض الشباب الذين يطلبون الرزق وهم يهدرون الوقت في ما لا طائل منه وتمضي سنوات العمر دون اكتساب الخبرة والمهارة فلا انتفع بالعلم ولا نفع بلاده ومجتمعة. وعندما نقارن التنمية البشرية في العالم العربي بتجرية مثل اليابان نشعر بأسف كبير، فعند زيارتي لليابان لأول مرة تلك الدولة المعجزة في التنمية والإدارة سألت عن حال الشباب مع شبكات التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي فأخبرني من تعاملت معهم من اليابانيين بأنهم يحترمون أوقات العمل وأوقات الدراسة وينظمون حياتهم واهتماماتهم ولا يخلطون الجد باللهو، بل قال لي أحدهم أنهم يحرصون على ألا تضيع أجيالهم في متاهات عبثية إنما يركزون على اقتحام مجالات العلم وسبر أغواره للحفاظ على التنافس والسباق المتسارع في مجالات العلم والابتكار والأبحاث والتصنيع للتقنيات الحديثة متناهية الدقة في مختلف المجالات، ولذلك لا يهرولون إلى فوضى الفيس بوك والتويتر والواتس وغيرها من المظاهر التي تشغلنا ونسيء استخدامها، وحتى محرك البحث لديهم في عالم الانترنت جرى تحديده في نطاق النفع لا تبدو فيه مظاهر الفوضى والفتن وضياع الوقت. والأعجب من ذلك خلال زيارتي لإحدى الشركات وجدت شباباً وشابات من العاملين يستمرون في فترة الراحة أثناء الدوام وهي ساعة تقريباً بحمل أجهزة الكومبيوتر المحمول ويواصلون العمل، فيما الملاحظ في عالمنا العربي الحال معكوس إلى فوضى مؤسفة حيث إهدار وقت العمل في التسالي واللهو ناهيك عن بقية اليوم والليل.

مملكتنا الغالية نجدها تعيش أمناً واستقراراً بفضل الله ثم بحكمة القيادة وتكاتف وتلاحم شعبنا الأبي الوفي

وعن احترام تلك الشعوب لوقتها وعملها، يضيف الدكتور أحمد قائلاً: “طرحت عليهم هذا السؤال في اليابان، وقيل لي أن هدفهم في الحياة هو العمل ليطوروا أنفسهم ويخدمون البشرية بمنتجاتهم وعقولهم والأعجب أيضاً أن التربية عندهم تقوم على هذا الأساس فلا تجد خلل بل أجيال متداخلة في الدقة ومشبعة بثقافة العلم والعمل، لذلك هم يستمتعون بالعمل حتى في الإجازات، ومن هنا أقول أن مشكلتنا تكمن في عدم وضوح الرؤية في التنشئة وحلقات التعليم والاستفادة الحقيقية من العلم وتطبيقاته، وكيف أن الكثيرين يحصلون على الشهادة لمجرة الوظيفة ليس أكثر، أما في الدول المتقدمة يأتي حصولهم على الشهادة بهدف تطوير أنفسهم واقتصاد وطنهم وتعزيز سمعته العالمية في التقدم”.

وقال: الحمد لله المملكة بلد مستقر وآمن ويملك بفضل الله الإمكانات ونرى رؤية واضحة نحو المستقبل لكن هذا يحتاج إلى تكامل دور الأسرة والمجتمع والمدرسة والجامعة وبيئة محفزة للعقل وتغيير ثقافة المجتمع تجاه قيمة التعليم والعمل.

وله موقف مع الوطن ومن أجل الوطن لا يتغير ولا يتبدل، إذ يقول: كلنا فداء لهذا الوطن العظيم والذي تتمثل عظمته في وجود الحرمين الشريفين التي يقصدها المسلمين من كل أصقاع الدنيا، إلى جانب أن هناك قيادة حكيمة واعية قوية تسعى لكل ما فيه خير الوطن والأمة، وأضاف: “الحمد لله مليكنا المفدى سلمان بن عبد العزيز، أنعم الله عليه بعظيم السجايا وشيم من الحكمة والحصافة والشجاعة وحب شعبه والاعتزاز به ورعايته وكذلك رؤيته لحاضر ومستقبل الوطن مرموقاً بين الأمم، وما يحسب للملك سلمان حفظه الله تعيينه لجيل الشباب في المناصب القيادية للدولة، فهذا هو فكر وعقل ورؤية مليكنا المفدى مما يطمئن أبناء الوطن جميعاً على مسيرته نحو المستقبل بالرؤى الثاقبة للأجيال الجديدة من الأسرة الحاكمة وكذلك على مستوى الدولة.